صوتُ الشهداءِ ينادينا *** لاتَبخَسوا حقَ الثوارِ
لا تُزرفوا دمعاً يرثينا *** بالروحةِ أو بالإبكــــارِ
أرواحُنا كالطيرِ ترفرف *** وتحلقُ بينَ الأطيارِ
وكنجمٌ طاف بكوكبِنا *** والنجمُ كثيرُ الأسفار
بمروجٍ خضرٍ مرقدنا *** وبوادٍ بين الأزهـــار
جناتُ الخلدِ لنا وطنٌ *** نحيا بشموخٍ ووقارِ
فالجنةُ مأوي الشهداءِ *** وجنودُ اللهِ الأخيارِ
لا تنسوا شباباً قد ضحي *** بالغالٍ دون إستكثارِ
لا تنسوا بني مصرَ جميعا *** من لبوا نداءَ الأحرارِ
من رفضوا لمِصر مزلتَها *** برموز الظلمِ المدرارِ
من بعد سنينٍ قد ولت *** في زمن الفسدة الأشرارِ
من بعد وعيدٍ حاصرها *** إن سبحت ضد التيارِ
فإختنقت صرخاتُ الحقِ *** وتوارت خلفَ الأسوارِ
وتعالت صيحاتُ الفسقِ *** تلتهمُ الآمنَ كالنـارِ
لكن شباباً إجتمعــــوا *** وإختمرت بعض الأفكارِ
فإصطفَ الشعبُ بلا عمدٍ *** بصلابته وبإستنفارِ
وأبينا حياةَ بلا شرفِ *** في كنفِ البطلِ المغوارِ
ورضينا الموتَ وضحينا *** تضحية فداءٍ وإيثارٍ
فرأينا الناسَ وقد ظلت *** تفترشُ الأرضَ بإصرارِِ
أصواتُها ملءُ مسامِعنا *** وشبابُها ملءُ الأبصارِ
ولتُعلن للعالم مولــد *** ثورات الغضبِ الجبـارِ
لم يعُد الخوفُ يمزقنا *** فقلوبُنا مثل الأحجــارِ
لم يعُد الموتُ يفرقُنا *** إن صارَ الدمُ كالأنهارِ
فصنعنا المجدَ بإيدينا *** حقناً لدماءِ الأبــرارِ
وإنهارت صولةَ باغينا *** فأشدنا بفعلِ الأقدارِ
وأشدنا بنهجٍ مصريٍ *** نهَجَته بعضَ الأقطارِ
من يحمل عبءَ مهانتِنا *** إن جفَ حليبُ الأبقارِ
من يرفع يوماً هامتنا *** إن أفلَ ضياءُ الأقمارِ
لن نترك حلمَ عروبتِنا ***تغرقه مياه الأمطارِ
أسقطنا الظلمَ وأتباعَه *** من دونِ حليفٍ أو جارِ
لن نأمنَ جاراً ينصحُنا *** فاللهُ عليمُ الأســــرارِ
للمزيد من مواضيعي