في لحظات اليأس وساعات الابتلاء وأوقات الاحباط.. تكفينا ومضة من ومضات الأمل.. واشراقة من اشراقات التفاؤل .. لتبدد مشاعر الاحباط التي تجتاحنا حينها.. يكفي ان نتخيل صورة من صور ذكرياتنا الجميلة.. او نمر على شريط أحلامنا الوردي.. فان اصبنا الهدف ووافق العقل أخيلته التي يرضاها ويأنس بها سرى في أعماقنا وجرى في جوانحنا معين من القوة والفأل والسعادة..
على أننا ندرك ونلحظ ان هذه الصور التي تدفعنا للأمام.. والذكريات التي تقودنا للاقدام.. لو توافرت لدينا وعشناها حقيقة لما رأينا فيها هذا المعنى ولا هذه الكنوز التي تهبنا اياها حال ضعفنا..
في لحظات الضعف.. يكفي الواحد منا بصيص نور فحسب حتى يرى الطريق.. تماما كحال التائه في الظلمات.. هو فقط يحتاج اضاءة ولو يسيرة حتى يعلم اين هو! حتى يعرف الى اين يسير؟ حتى يدرك الخطر حوله ان وجد! بينما لو سار في طريق مليء بالأنوار لربما قال.. لا ادري الى اين اذهب! ليس وجود النور حينها كاف ليعرف الانسان كل شيء! بينما من يعاني الظلام هو يعرف ماذا يريد بالضبط!
صاحب اليأس.. يعرف ما الذي يريده.. انه يريد أملا واشراقا لمستقبله.. ومن حسن الحظ انه كلما زاد يأسه فان قدرته على التركيز ستقوى كما ان ومضة يسيرة من الأمل تكفيه لتعيد له الشجاعة والنهوض
صاحب القلق .. يعرف تماما الذي يريد.. انه يريد هدوءا وسكينة وراحة وثباتا.. تذكر يا أخا القلق انه كلما ادلهم عليك داعي القلق انك قريب جدا من رؤية هدفك.. اطلق العنان لأحلامك وأخيلتك فيما تحب..
صاحب الخوف,, يعرف يقينا الشيء الذي يحتاج اليه.. لن يقدر في يوم من الايام على رؤية حقيقة هذا الألم ولا رؤية أسرار شفائه الا حينما يزداد غوصا في بحار الخوف.. لانه حين ينقلب نحو سطح الماء ويرى شعاع الشمس يقتحم البحار لتعانقه فانه يعرف طريقه نحو القمة..
تذكر معي الان,,
لحظة كنت فيها قلقا.. خائفا.. يائسا.. كنت حينها على تواصل مذهل مع نفسك.. اما خشية عليها او رأفة بها أو حرصا على رقيها,, او سؤالا عن أحوالها.. السؤال هو البداية.. والبحث هو عنوان الريادة.. والتواصل مع النفس رحلة ماتعة للتعرف على تفاصيل الشعور الانساني..
أليس ميلاد الفجر,, ومولد النور.. بعد شدة الغلس؟ والنور ينبلج من رحم الظلام!